بعض المخالفات يستحسن التنويه اليها والتحذير منها

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه وبعد..
1-ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.ان انتشار المعاصي والمنكرات وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب لنزول المصائب والبلاءات بالفرد والمجتمع.
كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر,أو ليوشكن الله أن بيعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم) حديث حسن.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس خاصا بأحد دون أحد,بل هو واجب على كل مسلم, كل على قدر استطاعته,وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده,فان لم يستطع فبلسانه,فان لم يستطع فبقلبه,وذلك أضعف الايمان"رواه مسلم.
قال الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله "فلو قدر أن رجلا يصوم النهار ويقوم الليل,ويزهد في الدنيا كلها,وهو مع ذلك لا يغضب ولا يتمعر وجهه ولا يحمر لله,فلا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر,فهذا الرجل من أبغض الناس عند الله,وأقلهم دينا,وأصحاب الكبائر أحسن حالا عند الله منه". ومع هذا فان بعض الغاقلين اذا رأو الدعاة يذكرون الناس بالله في أماكن يجاهر فيها بالمعاصي والمنكرات,
استنكروا وأنكروا على الدعاة أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وربما سخروا منهم ولمزوهم دون
أن يشعروا بقبح فعلهم وعظيم جرمهم,وهذا والله من بلادة الحس وموت القلوب.
قال أنس رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم "انكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر,ان كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات" قال البخاري
معني ذلك:المهلكات.قال الزاهد بلال بن سعد رحمه الله "لا تنظر الى صغر الخطيئة ولكن انظر الى من عصيت".وللدعاة تسلية وعزاء في قوله تعالى"يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك ان ذلك من عزم الأمور".
ما الذي يحدث اذا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟؟!!
بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تصلح الأمة ويكثر فيها الخير ويضمحل الشر ويقل. واذا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعطلت رايته,ظهر الفساد في البر والبحر وترتب على تركه أمور عظيمة
منها:وقوع الهلاك والعذاب,وعدم اجابة الدعاء وانتفاء خيرية الأمة واستحقاق لعنة الله عز وجل,وظهور
الجهل,واندثار العلم,وتفرق الأمة وتخبطها في ظلام حالك.
كذلك فان الأعداء والمنافقين يتسلطون عليها,وتضعف شوكتها وتقل هيبتها.وتقسو القلوب ويتجرأ
العصاة والفسقة على المجاهرة والاكثار من المعاصي,ويضعف أهل الخير عن مقاومة أهل الشر.
هذا وغيره من المفاسد,مع وقوع أعظم عقوبة تحل بالناس,ألا وهي العقوبة المعنوية بموت القلوب
حتى لا يعرف معروف,ولا ينكر منكر,ولا يحق حق ولا يبطل باطل,ولا يميز بين الخبيث والطيب.
بل وربما رأى البعض المعروف منكرا والمنكر معروفا.

2-ترك الصلوات وتضييع الجمعات
ان الصلاة هي الركن الثاني من أركان الاسلام,وهي رأس الأمر وعموده,ولأهميتها فرضها الله على
نبيه صلى الله عليهو وسلم في السماء السابعة ليلة المعراج دون واسطة,وهي من الاسلام بمترلة
الرأس من الجسد,وهي أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة,وهي آخر وصية وصى بها النبي صلى الله عليه وسلم أمته قبل موته. وتارك الصلاة متوعد من الله بالويل والثبور وعظائم الأمور,
متوعد بسقر,وبأودية جهنم السحيقة.. وتارك الصلاة تساهلا مختلف في اسلامه,فمن العلماء من قال بكفره,ومنهم من قال بأنه فاسق فاجر. وأما منكر الصلاة فمتفق على كفره,لا خلاف في ذلك.
واذا مات تارك الصلاة:
لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يقبر في مقابر المسلمين ولا يجوز الدعاء له بالرحمة والمغفرة
بعد موته.
وفي الدنيا: لا يحل تزويجه مسلمة,واذا ذبح يحرم أكل ذبيحته,مع جواز أكل ذبيحة اليهودي والنصراني,ولا يمكن من دخول مكة,ولا يرث أحدا من المسلمين.
وفي القبر: يفتح له باب من النار,ويمهد له فراش من النار ويقيض له ملك في يده مرزبة كلما ضربه ضربة صار ترابا.
وفي الآخرة: لا يدخل الجنة ومأواه النار خالدا مخلدا فيها مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف
وغيرهم من أئمة الكفر ويحرم من شفاعة سيد الأبرار صلى الله عليه وسلم,ومن شفاعة غيره.
ترك صلاة الجمعة: ان ترك صلاة الجمعة بدون عذر شرعي صحيح يعتبر معصية عظيمة,وقد أمرالله بترك البيع والشراء والأعمال والسعي لصلاة الجمعة.
وترك صلاة الجمعة يؤدي الى الختم على القلب والغفلة والنفاق كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
لنا عودة باذن الله تعالى.