أمد/ تقرير خاص / أصدرت شركة كهرباء غزة منذ أيام بياناً ،شرحت فيه الظروف الصعبة التي تواجهها ، والتي تنذر بتوقف جميع محطاتها اذا لم يتم معالجتها ، وهي شح الوقود المغذي لمحطاتها.
حركة حماس لا يوجد بينها وبين الشركات الاسرائيلية أي تنسيق بهذا الخصوص ، وهي التي تسيطر على قطاع غزة بالقوة ، والحكومة الفلسطينية وحتى القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس تتعرض لهجوم غير مسبوق من قبل حكومة الاحتلال بسبب مواقفهم من المفاوضات والاستيطان .
مواطن غزة يسأل من هي الجهة التي من الممكن أن تخرجه من هذه الأزمة ، حتى ولو كانت غير فلسطينية ، وكالة الغوث ام مصر ، (أمد) استطلع آراء بعض مواطني مدينة غزة وسأل عن تدابيرهم في ظل انقطاع التيار الكهربائي ورداءة خدمة جوال وانقطاع غاز الطهي :
أحمد البيروتي يقول لـ(أمد) :' منذ أكثر من شهر وشركة كهرباء غزة ' تردح' بالصوت العالي ، وتستنجد بأي جهة كانت حتى تنقذها من أزمتها ، ونحن كمواطنين ندفع ثمن تأخير نجدة الشركة ، نقضي أياما وليال ننتظر وصول الكهرباء لنغذي الثلاجات ونشغل الغسالات ونملأ خزانات المياه ، وأذا تكرموا علينا بست ساعات متواصلة ، يكون في ذلك خير كثير ، ننظف البيوت بمكانس الكهرباء ونحضر وجبة الغداء بواسطة الفرن الكهربائي بسبب انقطاع غاز الطهي منذ أكثر من شهرين ، في غزة نعيش في طوابير الانتظار بكل تفاصيل حياتنا ، انتظار انبوبة الغاز وانتظار ساعة كهرباء وانتظار فتح المعبر الوحيد للعالم الخارجي وانتظار انتهاء الانقسام وعودة الاوضاع الى طبيعتها ، كل حياتنا تيار مقطوع عن نور العيش '.
مدحت موظف شركة الكهرباء عابس الوجه ركيك التعبير يمسك بيده آلة قطع وينتظر سيارة الشركة التي ستقوم بعملية قطع التيار عن منطقة الصبرة بمدينة غزة ، يقول لـ(أمد):' نحن موظفون عاديون يقولون لنا اقطعوا، نقطع ،أوصلوا، نوصل ، ولكننا نواجه الناس الذين يسمعوننا الشتائم والسباب ويلعنون فينا وكأننا نحن اصحاب القرار ، وهذا أكرهنا العمل في الشركة ولو أننا وجدنا عملا سواه وبأقل منه دخل لذهبنا اليه ولكن البلد كلها عاطلة عن العمل ، نعم زادت فترة انقطاع التيار عن المناطق ونسمع من المدراء أن عدم دخول الوقود هو السبب ولم نعرف سببا أخر '.
ممرض في مستشفى النصر الحكومي يقول لـ(أمد):' قامت ادارة المستشفى مؤخرا بشراء كميات كبيرة من الوقود المصري لتشغيل مولدات المستشفى تدبرا لأي انقطاع كهربائي من شركة الكهرباء ولكن هذا ليس الحل الأمثل ، ويعرض المستشفى للخطر ، فطول انقطاع التيار من قبل شركة الكهرباء يعني كارثة حقيقية بسبب سوء تخزين الوقود في المستشفى بكميات كبيرة ، وعملية الحصول على الوقود المصري ليس بالأمر السهل ، خاصة في ظروف تهديد اغلاق الانفاق واستثمار التجار هذه المرحلة لرفع أسعار الوقود ، لا بد من ايجاد حل لدى شركة الكهرباء ودعمها ورفع اسمها من لائحة المحظور دعمهم في قطاع غزة ، لأن الشركة للمدنيين الذين يريدون العيش بأمن وسلام ، ومنهم مرضى حياتهم متوقفة على الاجهزة الكهربائية ، وعلى مؤسسات حقوق الانسان أن ترفع صوتها أعلى في وجه هذا الظلم الذي تفرضه اسرائيل على سكان القطاع '.
اما المواطن حسن الديري فيشتكي من خدمات شركة جوال ويقول لـ(أمد) :' بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة ، تراجعت كثيراً جودة الاتصال عبر شركة جوال ، ونحن ندرك أن اسرائيل وراء الانتكاسة التي تعيشها الشركة منذ سنة ، بسبب منع دخول محطات التقوية الموجودة في الموانيء الاسرائيلية الى القطاع ، ولكن المواطن ايضا يلاحظ أن الشركة تقوم بطرح شرائح جديدة في السوق وتزيد من عدد العملاء فيها وبأسعار مغرية ، وهي غير قادرة على تلبية الخدمة الأساس بتأمين جودة الاتصال فغالبا ما تجد الشبكة مشغولة او خطأ في الاتصال أو نعتذر الخطوط مشغولة وغيرها من الرسائل ، ورغم ذلك تحاول الشركة من خلال طرحها لإمتيازات كثيرة للعملاء تعويضهم عن شيء من الخسائر ، وانا اعتبرها ليست بحل جدي ، على الشركة بظروفها وقف طرح شرائح جديدة في السوق وتأمين اتصالات بجودة مقبولة وفق الأمكانيات المتوفرة حاليا، اما تعليق الاعذار على شماعة الاحتلال وهي تقوم بجلب عملاء جدد اليها ، مع إمتيازات تدفع بها الى العملاء لا يستفيدون منها بظل خدمة غير متوفرة أصلاً، فمثلا عليك أن تتصل أكثر من مرة كي تنجح في اجراء مكالمتك ، اي تدفع ثمن ثلاث مكالمات لتجري مكالمة واحدة فأي إمتيازات هذه ستعوض العملاء ، لا بد من إجراء تقييم حقيقي للشركة وخدماتها فالمواطن بات يعتمد كثيرا على شركة جوال في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع '.
أما السيدة أم علي وهي ربة بيت تعاني من فقدان غاز الطهي منذ فترة غير بسيطة تقول لـ (أمد) :' منذ فترة غير بسيطة وأنا استعمل 'البابور' وأحياناً ' الدفاية' الكاز مع غياب غاز الطهي وانقطاع التيار الكهربائي ، حياتنا في هذه المرحلة أشد فتكا من الفلتان الأمني ، وأنا كمدرسة أعتبر نقصان اساسيات الحياة بحدها الأدنى فلتان أمني ايضاً وعلى حماس التي تتفاخر أنها أنهت مرحلة الفلتان أن تتذكر أن الفلتان المعيشي دخل كل بيت في قطاع غزة ، ويفتك بالابرياء والمرضى ، ويهدد أمنهم السلمي ، فخالد مشعل لا يعاني انقطاع التيار الكهربائي وزوجته لا تشتكي مثل أي أم في قطاع غزة من أنبوبة الغاز ، ورائحة الكاز في بيتها ، وكذلك قيادات حماس وأسرهم في قطاع غزة فقد ضمنوا بالمولدات الكبيرة كهرباء دائمة مادامت حركتهم تدفع لهم ثمن الوقود الذي تمرره من الانفاق ويدفع ثمن ذلك من أرواح الشبان الذين حرموا الدراسة والعمل ولم يجدوا غير الانفاق مصدرا للرزق فذهبوا للموت بأرجلهم ، حماس تتحمل كامل المسئولية فيما يحدث لنا اليوم في القطاع ، وهي غير قادرة على إدارة حياتنا بالحد الأدنى فلماذا تصر على سيطرتها بالقوة وتريد أن تجعل منا دمى نضحك لها ونحن نموت في اعماقنا ، عليهم أن ينهوا هذه المهزلة ، ويوقعوا على ورقة المصالحة ، ألا يكفينا ما نعيشه من عداء مع الابن والأخ والعدو الاسرائيلي لتفتح علينا جبهة مصر ايضا وهي المتنفس الوحيد لنا ، ذهبت مسيرة من قطعت شريان الحياة مع مصر الى بلادها بعد أن كانت سببا في زهق روح بريئة كل ذنبها خدمة بلدها على الحدود، وسببت انتكاسة لقطاع غزة، ذهبت المسيرة ولم يدخل معها غاز او كهرباء او يأخذوا معهم طفلا للعلاج بالخارج ، فأي شريان للحياة هذا؟ ، الكل يريد أن 'يبروز' نفسه إعلاميا على حسابنا حتى الغربيين الذين يجلون صورهم بماء معاناتنا ، يستخدموننا لإغراضهم الانتخابية ولمناصب يسعون اليها في بلادهم ، أنا الأن اريد أنبوبة غاز لمطبخي كي أطفيئ ' بابور' الكاز واريح صدري من استنشاق الغاز السام ،كما أريد لولدي أن يعود لحضني والذي هرب من بطش حماس ولا اعرف كيف يعيش الأن وحده وقد ترك لي اسرته ووالده متوفي ، وأريد أن اكحل عيوني ليلاً بزوايا البيت بظل كهرباء حقيقية لا شمعة خافتة ، فأي ظلام هذا الذي نعيش به ، وهي حياتنا التي ندفعها دوما من أجل الكراسي '.
قطاع غزة الذي يعيش المأساة متروك لخطاب مزيف مدموغ ببعض أيات كريمة وشواهد نبوية شريفة ، لو كان لها الدليل الصحيح على واقع غزة ، لكانت حجة على