دعا نافذ غنيم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب حركتي فتح وحماس إلى تطبيق ما اتفق عليه في الحوار وتأجيل المختلف عليه بعد الانتخابات.
جاء ذلك في كلمة له خلال حفل نظمته كتلة اتحاد الطلبة التقدمية في قطاع غزة على شرف الذكرى السنوية التاسعة والعشرون لإعادة تأسيس حزب الشعب الفلسطيني وذلك في صالة غرناطة في مطعم السماك، بحضور أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني، وشارك في المهرجان العديد من قيادات وكوادر وممثلي فصائل العمل الوطني وأعضاء المجلس التشريعي، وممثلي الكتل الطلابية ومؤسسات المجتمع المدني والتجمعات الشبابية.
وخلال كلمة الحزب المركزية، قال غنيم: "إن الحزب تقدم برؤية وأفكار عملية، تساهم في معالجة الواقع المأساوي لقضيتنا، وتحقق انطلاقة جادة على طريق إنهاء الانقسام الداخلي، وتسعى لتحقيق المزيد من الانتصارات على جبهة النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، وصولا لتحقيق أهداف شعبنا العادلة"، مشيرا إلى أن الدولة الفلسطينية وحدودها تشهد اعترافا دوليا متناميا يقض مضاجع الإسرائيليين، وبان الحزب خلال اجتماع لجنته المركزية الأخير، اعتماد إستراتيجية متكاملة تحاكي الواقع الملموس فلسطينيا، وتقدم حلولا جادة على المستويين السياسي والداخلي، خاصة بعد أن تعثرت الجهود في إنهاء حالة الانقسام.
وعن مضمون هذه الاستراتيجية قال غنيم "إن نقوم فلسطينيا بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في كافة الحوارات، استنادا لما ورد في اتفاقية القاهرة عام 2005م، وكذلك بما ورد في وثيقة الوفاق الوطني، وأيضا ما أتت عليه الورقة المصرية، وما تبعها من تفاهمات بين حركتي فتح وحماس بدمشق، حيث اتفق على غالبية القضايا المختلف عليها، و بقيت قضية الأمن هي محور الخلاف، حيث يدعو الحزب الى تأجيل هذه القضية ليحسم أمرها من قبل المجلس التشريعي الذي سينتخب خلال الدورة القادمة".
واضاف أن آلية تحقيق ذلك تتم من خلال تشكيل مجلس تأسيسي انتقالي للدولة الفلسطينية المنشودة، يضم أعضاء المجلس التشريعي الحالي، وأعضاء المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعدد من الشخصيات الوطنية يتم التوافق عليها، هذا المجلس ليس بديلا عن أي من المؤسسات الفلسطينية القائمة، وليتم إقراره من قبل المجلس المركزي لمنظمة التحرير، موضحا بان هذا المجلس سيقوم بمواصلة المعركة السياسية مع الاحتلال الإسرائيلي، وحشد التأيد الدولي للدولة الفلسطينية، باتجاه المعركة الفاصلة لتطبيق قرارات الأمم المتحدة وفرض الإرادة الدولية بإقامة الدولة الفلسطينية رغما عن إسرائيل، كما يعمل المجلس على سد الفراغ الناشئ بسبب تعطل عمل المجلس التشريعي إلى حين الانتخابات العامة الجديدة، ويتولى وبالتعاون مع السلطة التنفيذية، ولجنة الانتخابات التحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بما لا يتجاوز عام 2012 ، ويشرف على متابعة الحوار الوطني من اجل إنهاء الانقسام بكافة تفاصيله.
وأشار غنيم إلى أن إستراتيجية الحزب تشدد على أهمية إعادة الاعتبار للإرادة الشعبية، وتعزيز صمود الجماهير ودورها في معركة التحرر الوطني، وذلك من خلال تعزيز المقاومة الشعبية في كافة الميادين، للتصدي للسياسة الإسرائيلية العدوانية التي تستهدف الشعب الفلسطيني.
من جانبه أكد شامخ بدرة رئيس كتلة اتحاد الطلبة التقدمية في قطاع غزة على ان العاشر من شباط ذكرى إعادة تأسيس الحزب مناسبة حملت دلالات وطنية وتاريخية وفكرية مليئة بالدروس والعبر خلدها هذا التاريخ والذي يشكل في جوهره البعد الأكثر تجسيدا لمعاني التضحية والفداء وهي رسالة تحاكي فيها تاريخاً مجيداً وحكايات أبطال رووا بدمائهم أرض الوطن، ورفضوا الخضوع أو الاستكانة، موضحا بأن هذه المناسبة اكتسبت أهميتها التاريخية فكانت محطة هامة في حياة حزب والشعب والوطن، وكانت حصيلة نضال طويل دفع أعضاء الحزب فاتورته وضريبته دما وعرقا، منذ ما يقارب التسعون عام مضت، مقدما خيرة قيادته وكوادره قربانا لحرية الوطن وكرامة شعبنا الفلسطيني.
وقد تخلل الحفل فقرات فنية وعروض دبكة شعبية لفرقة كتلة اتحاد الطلبة التقدمية وفرقة مشاعل الغد التابعة للحزب، كما أحيا الفنان مصطفى زايد العديد من الوصلات الغنائية، فيما قدمت الطالبة سماء غنيم والطالب ساري صبح العديد من الفقرات الشعرية.
وفي ذات السياق، تم عرض عشرات اللوحات الكاريكاتورية للفنان ماجد بدرة، تحاكي واقع الشعب الفلسطيني وآلامه على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.