غزة- معا- لم يهدأ لمواطني قطاع غزة بال طيلة ساعات أمس الجمعة وليلة السبت، حتى أن أصوات التلفاز تسمع في شوارع القطاع منذ ساعات الصباح الأولى في ترقب غزي حذر وسعيد بالنتائج الأولى لثورة الغضب المصرية.
ولأن غزة الأقرب على مصر ولأن مصر الأقرب إلى غزة، فإن الاثنتين تطلان على بعضهما بالفرح والحزن معا، ولأن مصر هي الوجهة الأولى للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهي المنفذ الوحيد لمليون ونصف المليون مواطن، فإن الغزيين يبدون أكثر المهتمين بأحداث مصر بعد الشعب المصري طبعاً.
وبادر المواطنون الغزيون صباح اليوم السببت، بعضهم البعض بالتهاني لسقوط حكومة نظيف – الحكومة المصرية- في توقع منهم أن يستمر الغضب المصري ليحقق أهدافه كاملة.
وفي ظل صمت المستوى الرسمي، إلا أن الشارع يأخذ المبادرة في هذه المرة والجميع يتحدث عن مساوئ ومحاسن النظام المصري طيلة 30 عاماً مضت، يذكر بعضهم الجدار الفولاذي على الحدود الفلسطينية المصرية، ويتحدث آخرون عن معبر رفح البري – المنفذ الوحيد للقطاع على العالم وإغلاقه المستمر، كما ويتحدث آخرون عن اتفاقية "كامب ديفيد" التي تقيد النظام المصري، أمام ممارسات الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة وسيناء.
نكات الشارع الغزي...
وانتشرت في القطاع منذ أمس بعض النكات التي دعت المواطنين لتخصيص بعض مئات الدولارات تحسباً لانهيار الجدار الحدودي بين غزة ومصر بعد سقوط النظام المصري، وقضاء الإجازة الشتوية في القاهرة، وتهنئة المصريين على ما حققوه.
البعض الآخر قال لن نعاني بعد اليوم من كلمة " مُرْجَعْ..." التي بموجبها يعيد الأمن المصري على الجانب الآخر من معبر رفح العديد من الفلسطينيين الراغبين بالسفر إلى العالم عبر مصر.
ولا ينسى الغزيون للنظام المصري دوره في بعض المرات في منع الاحتلال الاسرائيلي من شن عدوان جديد على غزة، وتحذيرهم للفصائل الفلسطينية التي تجمع بعضها وتتفق على منع صواريخ المقاومة في تهدئة غير معلنة تحسباً من عدوان يذيق الشعب الفلسطيني في غزة عذاباً جديداً.
كما لا ينسى الغزيون كيف أن وزيرة خارجية الاحتلال السابقة تسيفي ليفني ذهبت إلى مصر قبل الحرب على غزة، ومن هناك قالت لفصائل المقاومة "كفى" في إشارة واضحة إلى أن الحرب ستندلع وبعدها بأيام فوجأت غزة بحمم إسرائيل تهبط على اللحم الحي في عملية "الرصاص المصبوب" أواخر 2008