التكتيك العرفاتي وتكتيك هذه الايام
يذكرني هذه الايام الفنان الرحل صاحب اغنية ياناقتي نخي وانتي طول عمرك جمل المحامل (التكتيك) والتي اثارت اجواء البهجة والمرح بمهارة الفنان المتلهف لرؤية وطننا الحبيب مستقلا متماسكا موحدا ....العمق الفكري والسياسي لهذا الفنان المناضل والذي كان اول من وضع يده على الجرح الفلسطيني بطريقة فنية وهزلية جميلة...
لم نكن نعرف ان ان لهذه الكلمة الفنية تشعبات فكرية كثيرة مثل التكتيك السياسي او العسكري او الاجتماعي او حتى الفلسفي .لقد تعمق هذا الفنان في المسالة التكتيكية العرفاتية التي كانت تسير في اطار الهدف الاستراتيجي الذي اربك قيادات العالم باجمعه امريكية كانت او اوروبية وحتى اسرائيلية ...وهنا كان التوافق التكتيكي العرفاتي بين السياسي والعسكري وتكامل كل منهما الاخر ...
وبرغم تراكم المشاريع والمقترحات الامريكية والاسرائيلية والاوروبية والعربية ايضا ..بقي الرئيس ابو عمار صامدا ومصرا على هدفه الاستراتيجي والذي دفع حياته ثمنا لذلك...واليوم اسمع اغنية تكتيكية جديدة على الطريقة الحمساوية الفذة...تكتيك من نوع جديد.. تكتيك حمساوي لترشيد المقاومة ..حيث انه اصبح منع اطلاق الصواريخ الحمساوية والحفاظ على الهدنة الغير موقعة وحماية الحدود الاسرائيلية تكتيكا للاسلوب المقاوم واصبح يخدم حسابات حماس المقاومية ...ويتشدقون بكل صلف انه لا يوجد هدنة سياسية مع العدو ولكن هناك تكتيكات جديدة للمقاومة وان المقاومة بعد الحرب الاخيرة على غزة يجب ان تعود الى عافيتها (تهدئة تكتيكية)...
وهنا اريد ان اعرف فقط هل التكتيك الحمساوي الجديد نابع من المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية .ام هو امتداد للتكتيك الفارسي و السوري و القطري.وكيف استطاعت ان تجتمع بين كل المصالح التكتيكية لهذه الدول وتتفق فيما بينها ...الا اذا كان تخدم المصالح الاستراتيجية الاسرائيلية وهو ابقاء الانقسام الفلسطيني ..لان الخاسر الوحيد والاكبر في الوئام والمصالحة هي اسرائيل ...
السياسة يا اخوتي هي فن الممكن ....فاين الممكن في سياسة المقاومة على الطريقة التكتيكية الحمساوية .وهنا اؤكد ان كل الفصائل الشريفة على ارض هذا الوطن الحبيب وخارجه يتكتكون علي خلفية وطنية بحتة وليس على خلفية اقليمية هدامة........ظنوا ان عرين الفتح شابت اسوده فبدات القرود بتسلق الجدران .
عطية ابوسعده