اللجنة المركزية ل حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"
تنعي للجماهير الفلسطينية والعربية والأحــرار فــي الـعـالـم
الشهيد قائد الثورة ومفجّــرها الأخ ياسر عرفات "أبو عـمــار"
صباح يوم الحادي عشر من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 فقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والشعب الفلسطيني وحركة التحرر العربية والعالمية، علماً خفاقاً من أعلامها، ورمزاً من أكرم رموزها، وقائداً وهب حياته كلها لنضالٍ متواصل من أجل تحرير وطنه فلسطين من الاستعمار والاستيطان الأجنبي هو الأخ القائد الثوري الرمز ياسر عرفات "أبو عمار".
فمنذ أكثر من خمسين عاماً وهو يعمل مع كوكبة من صحبه ورفاقه على تنظيم وقيادة شعبه في الأرض المحتلة وفي مخيماته ومنافيه مُدركاً أن المقاومة الثورية المسلحة هي السلاح المجرب الأكثر فعالاً لمقاومة المستعمر المستوطن الأجنبي، فكانت حركة "فتح".
لقد قادت حركة "فتح" بقيادة الأخ أبو عمار وبالتعاون الوثيق مع جميع الفصائل الوطنية الفلسطينية نضال شعبنا في أقسى المعارك المتواصلة وأقامت أوثق العلاقات التضامنية مع مختلف الفصائل والقوى التحررية الثورية العربية والعالمية وأصبحت الثورة الفلسطينية رمزاً للتحرير والمقاومة، وكان اسم ياسر عرفات "أبو عمار" يتردد على كل لسان رمزاً للمناضل والقائد الذي التصق بشعبه وثواره والذي لا يتراجع ولا يلين أمام الصعاب ورمزاً للقائد الثوري الذي حمل راية النضال ضد الصهيونية والاستعمار إلى كل أركان العالم.
وقد أثبتت الثورة الفلسطينية المعاصرة بقيادة الأخ ياسر عرفات أنها اغتنت بتجربة واسعة في تكريس كل عوامل النصر، ورغم جبروت العدو وعوامل قوته وما لقيه من دعم من القوى الاستعمارية المهيمنة في بقاع كثيرة من العالم، إلا أنها وعلى رأسها أبو عمار استطاعت أن تنقل المعركة إلى مكامن القوة عند العدو وحققت نجاحاً كبيراً في نقل القضية الفلسطينية من قضية لاجئين تنتشر من مخيماتها في بلدان الجوار إلى قضية تحرر وطني تصارع عدوها في كل أركان الأرض وبدأ نضالها يعطي ثماره في المجتمعات الدولية وأصبح اسم فلسطين وقضيتها على جدول الأعمال في كل دورات الجامعة العربية والأمم المتحدة وعدم الانحياز والمؤتمر الإسلامي وجميع التجمعات الدولية الأخرى.
إن الشعب الذي عاش عقوداً من الزمن مع اسم أبي عمار وتحت قيادته مني بخسارة لا تعوض بفقدانه هذا القائد الذي ترك بصماته على كل خطوة من خطواته.
إن ياسر عرفات لم يكن يقاتل حباً في القتال بل قاتل دفاعاً عن وطنه ومن أجل تحريره من الغزاة الأجانب، لقد حمل غصن الزيتون في يد والبندقية في اليد الأخرى، وعندما حاول أن يُعلي غصن الزيتون ويرفعه عالياً أمام العالم أجمع وضع العدو كل العراقيل واستخدم أبشع أنواع القهر والعدوان وداس غصن الزيتون تحت أقامه وداس معه الشرعية الدولية وما يزال يمارس كل الأساليب للمضي في طريق العدوان والهيمنة.
لقد ترجل الفارس أبو عمار لكن شعبه وثواره تربوا في مدرسة أبي عمار ما يزالوا على العهد ماضون في طريقهم، طريق أبي عمار، طريق النصر.
رحم الله أبو عمار، والنصر لشعبنا الصامد
أمانة سر اللجنة المركزية العليا
ل حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتـــح