القدس - زار رئيس الوزراء د.سلام فياض منزل المواطن المناضل صبري غريب
"أبو سمير" في بلدة بيت اجزا، والذي يقع منزله وسط مستوطنة "جفعون
هحدشاه"، والمحاط بالاسلاك الشائكة، وببوابة ألكترونية تعزل المنزل عن
البلدة بشكل كلي.
واطمأن فياض على صحة المواطن صبري، وأشاد فياض
بصمود عائلة غريب، وتمسكها وثباتها بأرضها، ورفضها التنازل عنه رغم الظروف
القاسية، وممارسات المستوطنين ضدهم منذ بناء تلك المستوطنة، ومن ثم عزل
المنزل بالجدار الالكتروني منذ أكثر من عامين.
واعتبر رئيس الوزراء
أن قصة صمود أبو سمير وتشبثه بأرضه ومنزله في مواجهة سياسة الاحتلال
وممارسات المستوطنين إنما يشكل جوهر توجهات السلطة الوطنية لتعزيز صمود
الناس رغماً عن الاحتلال وممارساته، كما أنها تلخص قصة كفاح شعبنا واصراره
على البقاء واستعادة حريته وعيشه بكرامة.
ومن ثم اصطحب رئيس الوزراء المناضل أبو سمير بسيارته لتناول طعام الافطار.
وكان
رئيس الوزراء وفي إطار جولاته المتواصلة في محافظات الوطن تفقد بعد عصر
اليوم قرى شمال غرب القدس، والتي شملت على بلدة بيت اجزا، والقبيبة، وبدو،
وبيت سوريك، وبيت عنان، وخربة إم اللحم، وقطنا، حيث افتتح مبنى المجلس
المحلي لبلدة بيت اجزا، وكان في استقباله محافظ القدس عدنان الحسيني،
ورؤساء المجالس المحلية للبلدات المجاورة، وقادة الأجهزة الأمنية، وعدد من
الشخصيات الرسيمة وعدد واسع من أهالي ووجهاء البلدة.
وتوجه رئيس
الوزراء بعد ذلك إلى بلدة القبيبة، حيث تناول طعام الافطار بحضور كافة
المجالس المحلية ووجهاء القرى المجاورة في بيت عنان، قطنه، بدو، بيت
سوريك، القبيبة، بيت إجزا، بيت دقو، بيرنبالا، الجيب، قلنديا البلد،
الجديرة، رافات، بيت إكسا، البني صموئيل، خراب إم اللحم، وبحضور القوى
الوطنية ، وأسر الشهداء والأسرى، وممثلو المؤسسات الأهلية والنسوية وعدد
من الوجهاء.
وفي لقاء جماهيري بعد الافطار رحب سعيد يقين نائب أمين
سر اقليم حركة فتح في محافظة القدس بزيارة رئيس الوزراء للمنطقة، وأشاد
بدور الحكومة الفلسطينية في تعزيز صمود المواطنين، والعمل الجاد على توفير
الاحتياجات والخدمات الأساسية لهم بما يضمن توفير العيش الكريم لهم، كما
استعرض المشاريع التي أنجزنها السلطة الوطنية في قرى شمال غرب القدس، من
مشاريع بنى تحتية، وتنموية وأساسية لدعم صمود المواطنين، كما أشاد بخطة
رئيس الوزراء لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية خلال العامين القادمين
كرافعة أساسية لتعجيل الخلاص من الاحتلال.
وأشار يقين إلى المعاناة
التي يعانيها أهالي هذه القرى، من ممارسات الاحتلال من عزل وتجريف
الأراضي، وهدم المنازل والاعتقالات. واعتبر أن المصداقية التي وفرتها
العلاقة مع رئيس الوزراء في تبني قضايا الناس وسرعة تنفيذ المشاريع، أعادت
الاعتبار لعلاقة المواطنين بالسلطة الوطنية، وثقتهم بانتصار المشروع
الوطني الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية، وأضاف " لهذا فنحن منحازون
لهذا النهج وبغض النظر عن الأشخاص".
من جانبه نقل رئيس الوزراء
تحيات الرئيس محمود عباس أبو مازن للأهالي وتثمينه لثباتهم على أرضهم
وصمودهم عليها. كما حيا المواطن المناضل صبري غريب وتمسكه بأرضه واصراره
على تحدي الاسيتطان وممارسات المستوطنين.
وأشار إلى أن إستراتيجية
عمل السلطة الوطنية ينطلق من نموذج هذا الصمود الذي يمثله أبو سمير وآلاف
المواطنين المتشبثين بأرضهم، ويرتكز على دور السلطة الوطنية في توفير
الدعم لتعزيز صمود المواطنين وتثبيتهم على أرضهم، إضافة إلى بناء المؤسسات
الفاعلة والقادرة على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، والتي تشكل أساس
بناء دولة المؤسسات وحكم القانون.
وأكد رئيس الوزراء أن الهم
الأكبر الماثل أمامنا يتمثل في الاحتلال، وأن الخلاص منه يشكل التحدي
الأكبر أمام شعبنا، الأمر الذي يؤكد ضرورة التوحد والعمل لتحقيق ذلك، وما
يتطلبه ذلك من أهمية توفير مقومات هذا الصمود والثبات، وبذل كل جهد ممكن
كل منا في موقعه من أجل تحقيق التمكين الاضافي لأبناء شعبنا،وقال " هذا ما
يعنيه الجهد الحقيقي لانهاء الاحتلال، وضمان تحقيق مشروعنا الوطني،
والمتمثل في حق العودة، وحق تقرير المصير، وحق العيش بحرية وكرامة في دولة
فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967".
وأضاف فياض
"هذه الطريقة في العمل هي احد أهم السمات التي ميزت العمل التنموي في
فلسطين من حيث توسيع قاعدة المشاركة في صياغة القرار التنموي، فنحن نؤسس
لبناء دولة ديمقراطية وعلى أساس هذه الرؤية فان السلطة الوطنية تبذل كل
جهد ممكن من أجل البناء وتقوية مؤسساتها لتمكينها من تفديم الخدمات
الأساسية لشعبنا، والتي تشكل جوهر خطة عمل الحكومة للمرحلة القادمة في
كافة مجالات الحكم والادارة، وبما يضمن الالتفاف الشعبي حولها، والانخراط
في عملية بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية.
وقال رئيس الوزراء: 'إن
انجاز المشروع الوطني المتمثل في إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة
الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، لا يمكن أن ينجز دون استعادة الوحدة
الوطنية، فالدولة لا تقوم إلا على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ
عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية'.
وأضاف "إن تحقيق هذا الهدف،
يتطلب تضافر جهود الجميع كل في موقعه، لإنهاء الانقسام وانجاز الوحدة
الوطنية، إلى جانب استمرار الجهود والعمل على توفير الخدمات الأساسية
للمواطنين في كافة أماكن تواجدهم بما يعزز صمودهم على الأرض، وقدرتهم على
حماية مشروعهم الوطني.
وشدد رئيس الوزراء على أن الوحدة لا تعود
إلى الوطن إلا من خلال الحوار الجاد، الذي يجب أن يكون سبيلاً لإنهاء كافة
الخلافات، وإيجاد رؤية مشتركة تمكن شعبنا من إعادة الوحدة إلى مؤسساته
المختلفة، وقال: 'لا بديل عن الحوار كوسيلة للخروج من هذا النفق المظلم
وما نحن فيه من انعكاسات التشتت والانقسام على الوضع القائم'.
بدوره
أشاد ممثل مجلس محلي بلدة القبيبة بانجازات الحكومة الفلسطينية، والتي كان
آخرها تقديم 500 ألف دولار لمؤسسات وفعاليات المنطقة، واستعرض المشاريع
التي قدمتها الحكومة لهذه المناطق، وتقدم بالشكر والعرفان لرئيس الوزراء.
وفي ختام اللقاء كرمت المجالس المحلية والقروية رئيس الوزراء على كافة الجهود المبذولة لدعم القدس وقراها وبلداتها.
وفي
بلدة بيت عنان زار رئيس الوزراء مجلس محلي البلدة، واستمع في لقاء جماهيري
لهموم وتوجهات أهالي البلدة، ولعدد من مطالبهم احتياجاتهم، حيث وعد بتوفير
كافة الاحيتاجات وفق الامكانيات المتاحة.
كما تفقد رئيس الوزراء
بلدتي قطنا وخراب ام اللحم، وتفقد الشارع الرئيس الواصل بين بلدة القبيبة
وخراب ام اللحم، كما اطلع على آثار جدار الفصل العنصري في بلدة قطنا،
والمعاناة التي يسببها للمواطنين.
وفي ختام جولته توجه رئيس
الوزراء إلى بلدتي بدو وبيت سوريك حيث افتتح مدرسة بدو الثانوية للبنين،
كما افتتح ( شارع الشهيد ياسر عرفات) في بلدة بيت سوريك والممول من وزارة
المالية بقمية 250 ألف دولار وباشراف وتنفيذ وزارة الحكم المحلي.