رام الله -المارد- دان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وبشدة جريمة القتل بدم
بارد التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في ساعات مساء أمس على مدخل
مخيم الجلزون للاجئين، شمالي رام الله، وراح ضحيتها طفل فلسطيني في
الخامسة عشرة من عمره.
ودعا المركز المجتمع الدولي للتحرك الفوري
لوقف تلك الجرائم، مجددا مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية
جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها وضمان الحماية للمدنيين الفلسطينيين في
الأرض المحتلة.
واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 9:30
مساء أمس الاثنين الموافق 31/8/2009، فتحت قوات الاحتلال المتمركزة داخل
أحد أبراج المراقبة العسكرية المقامة داخل مستوطنة بيت إيل، شمالي مدينة
رام الله، النار تجاه خمسة أطفال فلسطينيين كانوا يتواجدون بالقرب من
مدرسة مخيم الجلزون للذكور التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين، على المدخل الجنوبي الشرقي للمخيم.
وأسفر إطلاق
النار عن إصابة أحد الأطفال الخمسة ويدعى محمد رياض نايف عليان، 15 عاماً،
بثلاثة أعيرة نارية في الصدر. وعلى الفور، وبعد تلقيها اتصالاً هاتفياً عن
وجود مصاب في المنطقة المذكورة، توجهت سيارة إسعاف تابعة لمستشفى الشيخ
زايد في مدينة رام الله إلى المكان، وفور وصولها، اصطدمت سيارة الإسعاف
بتجمع لأفراد قوات الاحتلال، يقدر عددهم بحوالي ثلاثين جندياً، وأجبروا
السيارة على التوقف، ولم يُمكِّنوا طاقمها من الوصول إلى المصاب.
وفي
تلك الأثناء تجمهر عشرات المدنيين الفلسطينيين في المنطقة لمساعدة الطفل
المصاب، إلا أن جنود الاحتلال أطلقوا قنابل الغاز تجاههم، ما أسفر عن
إصابة سائق سيارة الإسعاف، المواطن أسامة حسن إبراهيم النجار، 37 عاماً،
بقنبلة غاز في الساق اليسرى، وإصابة المواطن علي أحمد محمد نخلة، 29
عاماً، إصابة مماثلة.
وفي حوالي الساعة 10:30 مساءً، وبعد ترك
الطفل ساعة من الزمن وهو ينزف، نقلت قوات الاحتلال الطفل المصاب إلى داخل
مستوطنة بيت إيل، ومن هناك جرى نقله بواسطة مروحية إلى مستشفى هداسا ـ عين
كارم في مدينة القدس الغربية. وفي ساعات الفجر، أعلنت المصادر الإسرائيلية
عن وفاته متأثراً بجراحه.
وحتى صدور هذا البيان لا يزال جثمان
الطفل القتيل محتجزاً لدى تلك القوات. يشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت
الأطفال الأربعة الآخرين، واحتجزتهم داخل مستوطنة بيت إيل حتى الساعة 3:00
فجر هذا اليوم، الثلاثاء الموافق 1/9/2009، قبل إخلاء سبيلهم.
هذا
وأكد احد الأطفال المفرج عنهم لباحث المركز، بأنهم كانوا يسيرون في الشارع
الذي وقع فيه الحادث بشكل طبيعي، وأن إطلاق النار تم بصورة مفاجئة
باتجاههم، وبعد أن شاهد الجنود المصاب يقع أرضا، هرعوا للمنطقة، وقاموا
باعتقالهم، وتركوا زميلهم ينزف، دون أن يقدموا له أية إسعافات.