رام الله - وصف امين عام المبادرة الفلسطينية، النائب مصطفى
البرغوثي، الوضع السياسي الفلسطيني الراهن بالصعب، خاصة في ظل الانقسام
السياسي الحاصل ، مؤكدا في حديث "المارد" على هامش المؤتمر الصحفي
الذي عقده في مركز تلفزيون وطن، ان المطلوب هو انجاز التوافق الوطني
وتحقيق الوحدة حتى نكون قادرين على المواجهة.
ورأى البرغوثي ان
المشكلة تكمن في وجود تيارين رئيسيين لكل منهما اجندته السياسية، مشددا ان
استمرار هذا الوضع يضعف الموقف الفلسطيني ويتيح المجال امام اسرائيل لفرض
وقائع جديدة على الارض.
وقال"هناك خطورة كبيرة من امكانية التعاطي
مع اية محاولات للعودة الى المفاوضات دون وقف الاستيطان"، وتابع " ان
التجاوب مع ذلك يعني الهروب من تجميد حقيقي للاستيطان الى مجرد تجميد شكلي
لا معنى له وهذا ما تريد اسرائيل.
وحذر البرغوثي من مخاطر تحول
قضية الاستيطان الى ملف تفاوضي كامل ما يعني ان اسرائيل قد تصبح تطالب
بتجزئة هذا الملف، مؤكدا ان كل ما يطالب به الفلسطينيون والمجتمع الدولي
بوقف الاستيطان ما هو الا خطوة صغيرة على طريق ازالة المستوطنات من جميع
الاراضي المحتلة عام 1967 باعتبارها ممارسات وانتهاكات خطيرة للقانون
الدولي.
واكد البرغوثي على ان اسرائيل تستخدم الاستيطان كاداة
رئيسية في بتر وتقطيع الاراضي الفلسطيينة وتهويدها، منذ بدء الاحتلال حتى
الوقت الحاضر ، موضحا ان اسرائيل استخدمت هذه الاساليب في منطقة الجليل
وعكا والمدن والقرى العربية داخل الـ 48 ، وهي تنقل نفس الممارسات الى
الضفة الغربية في اطار تطبيق خطة اولون التي اقرتها الحكومة الاسرائيلية
عام 1967 والرامية الى تهويد الاراضي الفلسطينية خطوة خطوة وفي اطار خطة
استراتيجية طويلة المدى.
واتهم البرغوثي الحكومة الاسرائيلية
ومسؤوليها بالعمل من اجل تضليل المجتمع الدولي والرأي العام العالمي من
خلال التذرع بوجود حاجة لتوسيع المستوطنات لتلبية النمو الطبيعي، مؤكدا ان
ذلك في هو التضليل بعينه حينما تقوم اسرائيل بسياسة نقل المستوطنين من
داخل اسرائيل الى الضفة الغربية تحت هذه المبرر ، في حين ان النمو الطبيعي
في اسرائيل يصل الى 1% اما نسبة زيارة المستوطنين في الضفة تصل الى 4 الى
1 نتيجة سياسة النقل السكاني.
واكد ان هذه السياسة التي ادت الى ان
يصبح عدد المستوطنين في الضفة نحو 500 الف مستوطن ، و121 مستوطنة و102
بؤرة استيطانية جديدة ، هي سياسة مخالفة صريحة للقانون الدولي .
واضاف
البرغوثي ان المخطط الاسرائيلي واضح وهو يرمى الى اخراج القدس واللاجئين
والحدود والمياه من نطاق المفاوضات النهائية وفرض الحقائق على الارض بقوة
السلاح، داعيا الى مجابهة هذه المخططات على الارض والمبادرة باتخاذ خطوات
فلسطينية عاجلة للتصدي لهذه المخططات وعدم الانتظار لما سيقدمه اوباما
للشعب الفلسطيني خاصة وانه يتعرض لضغوط كبيرة من اللوبي اليهودي.
واشار
الى الممارسات الاسرائيلية في القدس المحتلة والمخاطر المحدقة بالمواطنين
جراء سياسة هدم المنازل وتهجير المواطنين ، موضحا ان اوامر هدم المنازل
تصاعدت بنسبة زادت عن 50% عام 2009 مقارنة مع عام 2008 .
واوضح ان
سلطات الاحتلال اصدرت 959 امرا بهدم المنازل في حين قامت اسرائيل بهدم 20
الف منزل في الضفة وتدمير قرابة 4200 منزل في غزة بشكل كامل خلال العدوان
الاخير وتضرر 20 الف منزل اخر بشكل جزئي.