دعا مجلس الأمن الدولي الاثنين إلى "جهود عاجلة" لانشاء دولة فلسطينية منفصلة وتحقيق تسوية سلام شاملة في الشرق الأوسط. وشدد المجلس في بيان تبنته الدول الـ 15 الأعضاء على الحاجة لعمل "دبلوماسي نشط" للتوصل إلى تسوية شاملة وحل الدولتين.
وحث المجلس اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط (المؤلفة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي) لمواصلة جهودهم للدعوة لتسوية شاملة في الشرق الأوسط.
وحذر المتحدثون في الجلسة من وقوع المزيد من أحداث العنف ما لم تبذل جهود لمواصلة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والتوصل إلى مصالحة بين الفصائل الفلسطينية واستئناف المحادثات بين اسرائيل وسورية.
وأكدت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة أن التوصل إلى سلام في الشرق الأوسط يجب أن يتضمن قيام دولتين اسرائيلية وفلسطينية.
وقالت سوزان رايس إن التوصل إلى سلام عادل وشامل "يجب ان يتضمن حلا للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني يستند الى قيام دولتين، اسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا الى جنب بسلام وامان".
وأشارت رايس إلى أن إدارة الرئيس باراك اوباما مصممة على تجنب أي تأخير لتحقيق الحل المستند على اقامة الدولتين.
من جانبها عبرت سفيرة إسرائيل في المجلس عن معارضتها للاجتماع، قائلة إن بلادها لا تعتقد أن إشراك مجلس الأمن يسهم في العملية السياسية في الشرق الأوسط.
توقيت غير مناسب
وأضافت جابرييلا شاليف في بيان "هذه العملية يجب أن تكون ثنائية وأن تترك للأطراف (المعنية) بأنفسهم".
وقالت شاليف "وإضافة إلى ذلك، فإن توقيت جلسة مجلس الأمن غير مناسب"، لأن الحكومة الإسرائيلية -كما تقول- لا تزال تعمل على مراجعة سياستها.
لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي ترأس بلاده المجلس هذا الشهر، شدد على ضرورة الاستئناف السريع للمفاوضات والتدخل الدولي في عملية السلام.
وقد رفضت الحكومة الاسرائيلية اليمينية وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو حتى الان التاييد العلني لاقامة دولة فلسطينية.
يذكر أن إدارة الرئيس اوباما وجهت دعوة الى نتانياهو لزيارة واشنطن واجراء محادثات حول عملية السلام.
واكدت رايس في اجتماع المجلس على دعوات الادارة الاميركية باقامة دولة فلسطينية وانهاء عنف المسلحين الفلسطينيين ووقف بناء المستوطنات الاسرائيلية.
وقالت رايس "إن مصلحتنا تكمن ليس في عملية طويلة ومطولة ولكن في التوصل الى نتائج حقيقية".
واكدت ان واشنطن تحت ادارة اوباما "جددت" الجهود من اجل التوصل الى سلام شامل بين اسرائيل وكافة الدول العربية المجاورة، وليس فقط مع الفلسطينيين بل كذلك مع اللبنانيين والسوريين.
مبادرة السلام العربية
وقالت رايس ان الادارة الاميركية تعتزم دمج مبادرة السلام العربية ضمن نهجها للتوصل الى حل.
يذكر أن المبادرة التي اطلقتها الدول العربية عام 2002 تدعو اسرائيل الى الانسحاب من كافة الاراضي العربية التي احتلتها عام 1967 مقابل تطبيبع العلاقات معها.
واضافت رايس ان الإدارة الأمريكية تعارض تماما اطلاق الصواريخ وممارسة "الارهاب" ضد الاسرائيليين، كما ترفض ألا يحمل المستقبل أملاً للفلسطينيين، مؤكدة ان كلا الحالتين "لا يمكن تحملهما".
وقالت رايس "اما بالنسبة لاسرائيل فان عليها وقف النشاطات الاستيطانية وتفكيك المواقع الاستيطانية العشوائية التي اقيمت منذ اذار/مارس 2001".
واكدت "نحن كذلك ندعم بقوة اعادة فتح المعابر الحدودية مع غزة بطريقة مضبوطة ومستمرة ومتواصلة ضمن نظام مراقبة مناسب".
وأضافت أن نظام المراقبة هذا يجب أن يتضمن مشاركة المجتمع الدولي والسلطة الفلسطينية التي تسيطر على الضفة الغربية فقط منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في يونيو/ حزيران 2007.
وجاءت تصريحات رايس قبل ان يتبنى مجلس الامن الدولي بيانا غير ملزم رعته روسيا يؤكد مجدداً على التزام المجلس بالتوصل الى "سلام عادل ودائم" في الشرق الاوسط يقوم على "حل الدولتين".