اطفال الثورة بين الماضي والحاضر
لا اريد ان ادخل في مقارنة بين طفل الامس واليوم بل اريد ان اعطي لهذا الطفل المناضل حقه منذ تاريخ النكبة الاولى وما صنعت والنكبة الاخيرة وما فعلت ان الطفل الفلسطيني الذي عانى اشد اوضاع البؤس والفقر والمعاناة والقهر والعجز المادي وليس العجز الجسدي ....كان مؤسس ثورة.. باني حضارة..لا اعرف كيف اصفكم يا اطفال الثورة يا اشبال فلسطين ...لقد كنتم الابطال بشموخكم وكنتم القادة بنضالكم .... كبرتم وكبرت طفولتكم واصبحتم رجالا بصورة اطفال نعرف انكم كنتم تختلفون عن جميع اطفال العالم لقد تعلمتم وعلمتم كيفية الانتماء للوطن ..كنتم شهداء وابناء شهداء..اسرى وابناء اسرى ثوار وابناء ثوار..
اتساءل كيف يكون الامر ان كنتم اطفالا في وضع لا يكون فيه اللعب سوى رياضة الجري او الهروب او الهجوم او الصراخ او التظاهر ....كيف تكونوا اطفالا وانتم ولعبكم ادوات نضال وثورة ..حجارتكم ثورة صراخكم نضال ..كيف تكونوا اطفالا وانتم تخططون وتحمون وتراقبون بروحكم الطفولية والصبيانية ...كيف تكونوا اطفالا وهمكم الوحيد والاساسي تعلم البندقية وصنع الحجر ..وتطوير القنبلة..
والله انكم جنرالات ثورة ..قيادات الماضي والحاضر والمستقبل..كنتم الاصل دائما واطفال العالم فروع ..نرى الاصرار والعناد في عيونكم..لقد كبرتم وكبرت طفولتكم واصبحتم رجالا في صورة اطفال لم تكونوا اطفال حجارة هذه المقولة اصغر بكثير مما كنتم عليه لقد كنتم اطفال ثورة اطفال قضية اطفال بنادق اطفال وطن.. طلاب حرية ..........
لقد انكسر شموخ وعنفوان اطفال الثورة واصبحت وسيلة نضالهم اليومي الاستجداء يهومون في الشوارع اذلاء سعيا لتامين قوت يومهم وتوفير متطلبات اسرهم اليومية ....لقد اصبحت ظاهرة التسول تترك بصماتها على المجتمع الفلسطيني وكانها القدر المحتوم على هذا الشعب نتيجة الانقلاب الاسود الذي ارخى بظلاله ونتاجه على الشارع عامة والطفل الغزي خاصة..
الفت شوارع غزة تلك الوجوه البائسة والتى تحولت بقدرة قادر من صناع ثورة الى صناع استجداء ..لقد تفنن اطفال غزة اليوم باختراع حيل التسول مثلما تفننوا في الماضي باختراع ثورة الحجر....لقد ابدعوا ثوارا وايضا يبدوا انهم ابدعوا تسولا ...واصبح انتماؤهم اسفلتي واصبحت مآويهم ارصفة الشوارع...
يقول العديد من الناس ان الاطفال لا يعرفون كيف يعرفون ويستخدمون السياسة في مواجهة الصراع وانهم لايدركون ما يدور حولهم ..هنا اريد ان اعيد واؤكد لقد ابدعوا ثوارا وابدعوا متسولين ...لقد اصبحت الهموم الطفولية منقسمة بين نار الفرقة والانقلااب المغيض وبين اختلاف الوان الطيف السياسي الفلسطيني وبين متطلبات حياتهم اليومية ...
وهنا نقول ونصرخ ونتوسل انقذوا هؤلاء الاطفال حتى لاينسوا ثقافتهم لاينسوا هويتهم لاينسوا وطنهم لاينسوا هدفهم ..ابعدوهم عن طموحاتكم الحزبية الضيقة ...لاتقتلوهم ذلآْ...لاتقتلوا فيهم عنفوان الطفولة واشراقة بادرة امل ..ودعوهم فقط ليكونوا لفلسطين هدفهم الوطن كل الوطن .ربما تعود طفولتهم الثورية من جديد..واوجه دعوة لما بقي من هؤلاء الاطفال واشباه الاطفال ....اقول لهم وحدوا حجاركم وحدوا هدفكم قوموا انفجروا ثوروا انتم المستقبل الذي نتمنى جميعا ان يكون مشرقا كاشراقة وجوهكم السمراء .. .
عطية ابوسعده